عن عام 2021

أيام قليلة تفصلنا على نهاية هذا العام .. 2021 عام غريب لا أعرف كيف اصفه، جزء منه عانينا من تبعات أزمة كورونا القبيحة، وجزء منه مر مرور الكرام  لم أشعر به ولم يعلق في ذاكرتي شيء منه، فكل ما حصل بالنسبة لي هو روتين رتيب لا يوجد فيه ما يستحق الذكر.

بلا شك هناك أشياء إيجابية حدثت مثل: تغير منصبي بالشركة، أو الانتقال للسكن في منزل جديد، أو استمراري في دراسة الجامعة ومرور فصلين دراسيين حتى الآن (باقي اختبار بداية الأسبوع القادم ويارب أعدي المادة) ولا ننسى طبعاً فوز الهلال ببطولة آسيا( آسف لكل نصراوي على تذكيره بهذا الامر المرّ) ولكن غير ذلك لم يكن هناك أي أمر يجعلني أحتفل به.

هل هو الملل؟ أم أنه بسبب عدم قدرتي على إيجاد وقت استمتع به وأسافر ولو لبضعة أيام استجم بها وأغير فيها من مزاجي المتقلب والذي بدأ يسحبني إلى غيمة الكآبة … أم هو بسبب العمر والتركيز على اهتمامات عائلتي الصغيرة أكثر من اهتماماتي الشخصية؟ والتي ربما تؤدي إلى أن  المرء ينغمس في الحياة وينسى أن يحتفل بنفسه وبإنجازاته ( إن وجدت) ولا يتلذذ بالأشياء حتى الصغيرة واللطيفة فيشعر بأنه على سكة قطار ياباني سريع لا يمكن أن تلتقط أنفاسك ولا تستمتع بالطبيعة والحياة المحيطة بك.

قد يجد القارئ عباراتي السابقة موغلة في السلبية والسوداوية وباعثة للاكتئاب بدلاً من أكون شعلة تفاؤل! وإن كانت قناعتي الشخصية بأن التفاؤل المطلق أو المبني على أوهام قد تزيد الطين بلّة وتهبط بطائرة أحلامك على صخور الواقع المرّ والذي بلا شك لا تجري على أهوائنا.

على صعيد العمل وكما ذكرت سابقاً كان الأمر الإيجابي لي هو تعديل منصبي بالشركة، وعلى الرغم من عدم التغيير الكبير في المهام واستمرار مهام عملي كما هي إلا أنني لا زلت أحب المكان الذي أعمل فيه ومستمتعاً بإنجاز المهام مع زملائي الموظفين والموظفات خصوصاً بعد انتقالنا لمكتب جديد أكبر مساحة من السابق ولكن يعيبه الزحام الشديد في المنطقة وقلة مواقف السيارات ( قد يكون هذا من أسباب الاكتئاب!!)

أما على المستوى الشخصي وانتقالنا للسكن الجديد والذي أكملنا فيه سنة بسعادة وبهجة ولله الحمد رغم ظهور بعض المشاكل والتي جعلتني لا أنام عدة ليالٍ بسبب الغضب والحنق على أمور من المفترض ألا تظهر في البيوت الجديدة عادة، ولكن تجاوزت هذا الأمر بفضل الله ثم بابتسامات صغيراتي الأربع وفرحتهم الكبيرة بهذا البيت الذي يحتويهم، وهذا ينطبق على زوجتي التي تمارس هوايتها (الزراعة) بكل حب ومتعة أضافت لنا مناظر لطيفة بانتشار النباتات في المكان وما تجلبه من بهجة وسرور … وخضروات أحيانا!

هذا العام والذي – للأسف الشديد – قصرت فيه بحقي وحق من يتابع هذه النشرة في عدم نشر المقالات، وهو قصور استحق عليه العقاب والجلد! فكم من متابع تواصل معي بغضب شديد يعاتب على غياب تلك المقالات والنشرات المتواضعة والتي يراها البعض جميلة وممتعة خصوصاً حينما ادمج فيها الحلطمة بين الثقافة والمتعة.

ماذا عن العام القادم؟ علم ذلك عند ربي، أكره التخطيط المبالغ فيه وأحب أن أجعل الحياة تسير بعفويتها، حتماً أن التخطيط والأحلام تساعد على الإنجاز ولكن من عيوب التخطيط المبالغ فيه هو الأثر السلبي الذي يصيبك بسبب عدم الإنجاز وهو أسوأ من أنك لا تخطط إطلاقاً !

في العام القادم سوف أستمر في دراستي الجامعية والتي كانت عن بعد ولا أستبعد أن يتغير الحال وتكون حضورية وهنا سوف أكون في تحدٍ كبيرٍ جدا، فالعمل يأخذ من وقتي الكثير وسابقا كان حضور المحاضرات من خلال الانترنت مساعد لي في موازنة وقت العمل والدراسة و قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء، وتغير هذا الروتين يحتاج لأن أكون مستعداً نفسيا وذهنيا.

وأيضا سوف أحاول ان أجد مخرجا لهذا (العقل) وأن يجعله يخرج ويتنفس وأن يزيل السوداوية المسيطرة عليه إما بالسفر أو العودة للكتابة والفضفضة لكم وإزعاجكم بهذه السلبية المقيتة.

خصصت هذه المقالة لمتابعي النشرة البريدية، فهم يستحقون مني كل الشكر والتقدير على المتابعة وكثرة السؤال من البعض.

في الختام، كل عام وانتم بخير.

ملاحظة: شكرا للصديق الخفي على  تدقيق وتنقيح المقالة.